الضياع /بقلم مجدي متولي

الضياع

أمام المنحدر المطل على ساحة شاسعة مليئة بأطلال المنازل المتهدمة.. تحيطها أشجار كثيفة نزعت أغصانها فبدت عارية بلا أوراق.. خطت "سعاد" عدة خطوات مسرعة.. كفيها يقبض بقوة على يد طفلها.. لم يتجاوز الرابعة من عمره.. فيتعثر تارة, وينهض أخرى.. دموعها تجرى.. وعينيها صوب السماء..
ــ أين أذهب؟.. أين أختبئ؟؟
اندست خلف جدار سبق وأن هدمته دانة.. تجمدت مكانها.. بدا الضجر يتسرب إلى قلبها, كل فينة وأخرى تنهض برأسها تمد البصر هنا وهناك, تجاه الطرقات تارة, وإلى الجدران الخاوية من المارة تارة آخرى.. ترى أن هناك اتساعاً دائماً في الفضاء، وأن المسافات تتباعد بين بعضها البعض.. ثم تزيد شيئاً فشيئاً.                                                                صراخ الطفل يعلو.. ويعلو.. تجفف دموعها فى صمت وتحاول تهدئته بكلمات تمتزج مع حشرجة صوتها المكتوم. 
تترنح بخطى بطيئة بين جدران الصمت, تتكور فى ارتعاشة الخوف, يسكب نبضها تحت زخات الرصاص المتساقط كالمطر, ولما احست بالتعب أسندت ظهرها على الجدار, وتمددت للأمام, وظلت عينيها مفتوحتين, تحاول تفك وجع طفل يقبع بين قبضتها, يصرخ. يتلوى. يضيع.. بين عالم الجنون والرغبة.                                                                             قرص الشمس يختبئ على استحياء خلف غيوم ممتدة من الأدخنة والغبار.. تبرق عينيها مع بريق الطلقات المتلاحقة, تعيد صفحات الماضى, تلعن التاريخ المزيف, واسماء منحوتة على جدارالزمن.                                                                                                 تعبر المسافات بحذر وانتباه كبيران ..... وحيدة, مشلولة الإرادة والقلب.                      تنظر بعينين باهتتين نحو قرص الشمس, وهى تميل إلى الغروب والليل أشرف على الهبوط .                                                                                               يتصارع نبضها ويزداد همها على طفلها المحموم بين يديها.. تلعن المسافات, كما تلعن شجرة بلا ظل, تمهل دهشتها التواقة للنجاة, وتمضغ صبر مرر حلقها..
ــ آآآآه .. من ضياع صرخة بين الضجيج, تخلع جذورى لعالم الاغتراب بين غربتى الأهل والوطن.
بكت.. كأنها لم تبكِ من قبل.. تناثرت دموعها على رايات السلام.                                   محت كلمات كانت تألفها من العامة..
ــ لا يعيش العالم دون حب.. دون سلام.

مجدى متولى إبراهيم

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صورة /بقلم صالح راشد

(..صورة سبر الأغوار أغوار سبر الصورة.. ) مبتورة الكف...المنديل رث... ديمومة اغريراق العيون بالعبرات لايعني نعي الذات ولا حداد النفس فالأثرة لامحل لهامن الاعراب في قاموس الايثار.. أن تفقذ مالا لايهم...وألا تجد راتبا كذلك...إنما سرمدية الغرق بعباب الكمد مرده إلى فقدانك الوطن...فما أقسى أن ترى فقيرا متضورا جوعا...وثكلى لاسند لها ولاظهر...وطفلا يتيما حاجته ماسة للمسة عطف وحنان....و ....و ...و ...هذه هي القضايا الكارثية... في الذكرى التاسعة لعودة شبح البرميل بلا بقايا طعام...ولا خرداوات تعين في البقاء على قيد الحياة دحرجة الضجيج  أصمت أذني كرش والشريجة وطنين الذباب المتراكم إشارة مرور إلى الفناء "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غيرساعة ..."صدق الله العظيم.....تفاقم الناي حشرجة وتضاعفت غصة المرعي حنينا في حنجرة الراعي....: دقت الساعة...تك...تك...تك.. تماما                                   ودجى الاسحار محتضن أناما وتراء ى أقصى زاوية احتضار                                             رجل متأبط موتا زؤاما ماالذي أخرجه ذات صقيع          
قراءة المزيد

لاتفسدوا في الحرث/بقلم عبد السلام رمضان

لا تفسدوا في الحرث ،،،،،، أي زمان هذا الزمان غلبت فيه رحمة الحيوان على الأنسان وبات يرمى على المزابل الوليد من الولدان لا تعرف من أمه أو أباه أن كان جن أم شيطان وعاهرات الليل أنا مايكون فكان ومن الزنا على الطرقات والمزابل ترمى صغار الأوثان فأي رحمة وأي ضمير لهؤلاء وكم من حقيرة وحقير يمارسون طقوس ما أنزل الله بها من سلطان في زمن وآد البنات كنا أرحم يخافون العار واليوم أمسينا بلا عار ولا خجل يتزوجون بالحرام ويحبلن النساء وما زلن يخافون العار فيلدن سترا ويرمون فلذة أكبادهم في الحارات وعلى الأزقة والطرقات تعبث بهم الكلاب والقطط فأي قلوب يحملون هؤلاء وهل يعدون من البشر هذه صورة من عشرات الصور وصلتني من اصدقاء ومن مختلف الدول العربية جراء الزنا والحرام وبعد حملهن يرمون اولادهم على المزابل متباركين بالمثل الذي يقول ،،، لا من شاف ،،، ولا من  درى ونسوا أن الله عليم بصير ،،، هذا كله مخلفات الحرب والدمار والفقر وبطلان الحياة وصعوبة جلباب حياة أمست غابة فعلها تجار الحروب ليعيثوا في الأرض الفساد فكتبنا !!!  للعباد ،،،،،،، زنت ثم حبلت ثم رمت والحمل فيها ثقيل هات برهانك أبن من هذآ
قراءة المزيد

نبع الحياة /علاء النشمي

صورة
قصيدة نبع الحياة كنت في الحب مترددا فقاربت أن أكره خيالي قررت الرضوخ لهوى الحبيب وكان هذا نبع قراري احببت حبها لأنها محبة فبحبها تحركت امواج بحاري اغرقتني بطوفان حبها وحنانها فطوقتها بسلاسل عطفي وحناني كتبت فيها الشعر بكل بحوره فكيف لا وهي كل الهامي اوقدت لي قناديل الحياة زهت الأيام وبني كياني أحببتها وقد نلت قلبها وصارت غاليتي واغلى الغوالي لا أقوى على فراق وجهها فوجهها يسحرني ويثير جناني هي بيتي وهي سوره وهي شمس صباحي وكل الأغاني هي معتقدي وهي ديني وهي قوافي شعري وكل ايماني هي حلمي الذي ابتغيته وهي أناملي وجميع بناني هي زهرتي وأريج عطرها وهي بيلسان عمري وشتلات بستاني هي حظني وهي حبيبتي لو اهملتها ساكون حقا أنا الجاني بقلمي علاء النشمي
قراءة المزيد