قبر زوجتي/شحدة خليل

قبر زوجتي
جاءت دموعي كي تبلَ اللحيةَ // والشوقُ يُدمي خاطري والنظرةَ
لما تراءى قبرها قد أجهشتْ // عيني وصارتُ جدولاً بالحسرةَ
كيف أراها والجنانُ ترتدي  // بين القبورِ الراسيات المُهرةَ
كنت تمرّي في خيالي وردةً // بيضاءَ تلقي من علاها البسمةَ
تحنو على كلِّ مريضٍ قانتٍ  // يرجو الدواءَ والشفاءَ النصرةَ
تعطينَ كلَّ سائلَ من بسمةٍ // من كفِّ جودٍ والتُقى والرحمةَ
أم الضعافِ قد فدتكِ مدامعي // والروحُ والأركانُ تروي مُهجتي
قد ألتقيكِ في الخيالِ والنُّهى // في حضرةِ الأطهارِ أو في الجنةِ
حيث الخلودُ والذراري حولنا // والموتُ يذوي كالخصامِ النقمةِ
تهفو النفوسُ للقا بعد النوى // فالشوقُ زادي والرجاءُ شربتي
قد أصبح الموت رفيقاً في الورى // غطى الفؤادَ قهره بالصدمةِ
قد جندل الأحلامَ في أيامنا // واحدودبَ الفرْحُ وأبقى حسرتي
حتى غدوتُ الزاهدُ لا يرتضي // طيبَ الحياةِ فالمُنى كاللحظةِ
أعشو إذا حنَّ الفؤادُ للهوى // في شارعٍ كنا لهُ  كالشمعةِ
أو رحلةٍ كنتِ لها نعم السما // مثل الغديرِ رقةً والنسمةِ
كم تضحكينا إن جلسنا نحتسي // من شاي ودٍّ زاخرٍ بالنشوةِ
عشقُ الحياةِ عندكِ الماء الهوا // رغم الجهاد المرِّ في ظلمٍ فتي
خضتِ حروباً شابت الدهما لها // في أرضِ لبنانَ الهوى والروضةِ
لكنكِ لن تجزعي من هولها // فالقلبُ عشقٌ للثرى والعودةِ
أغصانكِ الشماء تعلو في الفضا // مثل النجوم للوري والنعمةِ
إن كنتِ متِّ فالمعالي أثمرتْ // والناسُ ترنو للفعالِ العذبةِ
واللهُ يعطي كل عبدٍ صادقٍ // ما يشتهي من فضلهِ من رفعةِ
من ماتَ مبطوناً كالشهيدِ يرتقي // فردوسَ ربي والرؤى كالنجمةِ
إنَّا دعونا ذي الجلالِ دعوةً // تشفي الصدور فالهمومُ نسمتي
تُنسي الفؤادَ ما عراهُ من أسى // فالله حسبي والكتابُ قبلتي 
شحدة خليل العالول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

صورة /بقلم صالح راشد

لاتفسدوا في الحرث/بقلم عبد السلام رمضان

نبع الحياة /علاء النشمي