ما للعروبة / د. عبد السلام حمد

ماللعروبة؟!

ماللعروبة مالها أحلام
وخبا الضياء وزلزل الإسلام؟!

هل أصبحت رمز الخنوع ولعنةً
وكأنّ كل شعوبها أنعام؟!

أم كيف تقبل بالتخلف والدجى
ويقودها نحو الردى حاخام؟!

أم أنها أمست بقايا أمة
تبغي عليها الروم والأعجام؟!

والسل والأمراض تنخر جسمها
وشعوبها بطيوفها أرقام

وتشرذمت فلكل طاغٍ دولة
قد عششت بضلوعها الأسقام

اللص فيها صار شيخ قبيلة
تلتفّ حول نعاله الأقوام

وله الجواري والعبيد تحفه
والراقصات سلافة ورهام

وبنى المخادع والقصور ويخته
فيه جميع الموبقات تقام

والكاسيات له الخمور تصبها
وعلى صدور العاهرات  ينام

والقادة الأبطال توعد بالعلا
ووعودهم وكلامهم أوهام

وبأنهم شادوا صروح حضارة
أمثالها لم تشهد  الأنام

وبأنهم .. وبأنهم .. وبأنهم..
والكل يعرف كله إيهام

لهم المباهج والقصور جميعها
أما الشعوب فكلها أغنام

ثرواتها نهبوا وباعوا عزّها
و تكاثر الإرهاب والإجرام

الفقر والإذلال بعض عطائهم
والقهر والحرمان والسخّام

ولكل فردِ قد بنوا زنزانةً
وعلى الحدود عساكر .. ألغام

فإذا المواطن قد تذمر أو شكى
فبكل أصناف العذاب يسام

وإذا تجرّأ في المساس بشخصهم
فإلى السجون مصيره الإعدام

والخانعون القانعون بذلهم
والزاحفون على البطون نيام

فمتى الضراغم والذئاب ذليلة
لأبي الحصين وصحبه خدّام؟!

ومتى الجماهير العريضة كلها
لجلالهم  هتّافة.. أزلام؟!

والشعب يبدع في تعبدهم كما
كانت ببكة تعبد الأصنام

ويلعلع التلفاز في تمجيدهم
وبجودهم ويغرد  الإعلام

حتى المساجد والكنائس كلها
بوقٌ لهم ولغير ذاك حرام

داسوا على حلم الشعوب وأبدعوا
في سحقها وتشتت الأعلام

ذبحوا الحمام بأرضها واستعذبوا
قتل الورود وشُرّدَ الأيتام

بل كيف تقبل بالمهانة والرذى
وعلى العروش يتوج الأقزام؟!

ويزوّر التاريخ والدنيا معاً
كيما يظل على المدى الحكام

والعار جامعة التآمر مالها
فوق المنابر وقفة وكلام!

والوحدة الكبرى على راموسها
تتراكم الأوساخ والأوخام

إني لأعجب هل تظل عروبتي
نهبى الظلام يدوسها الظلام!!

أين الأسود بأمتي ونمورها
أوليس فيها فارس مقدام؟!

هل مات فيها الثائرون لمجدهم
وعلى البقية رانت الأورام؟!

هل سوف يرجع للعروبة عزّها
لنرى بماذا تنبئ الأيام؟

يا أيها الشعراء أين لواؤكم؟
فالصبح تصنع نوره  الأقلام

يا أيها الشعراء إن لم تنفروا
فعلى العروبة والديار سلام

د. عبد السلام حمد
سوريا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قاتمة /بقلم ربعي عبد الحميد

تبددت امال الفؤاد /بقلم ايمان احمد

اذكريني /بقلم محمود برهم