في مربع الفوضى /ادريس الصغير

في مربع الفوضى

داخل مربع الفوضى
تعودت أن لا أسمع
إلا  صوتي  الخافت

أزيز  أسمعه  من
تحت أكداس الورد
أنتبه  إلى  وصلات

العائدين من منفى الأخرة
ينصرف عني الخوف
ألملم كلمات المبعثرة
لا أشعر غير أني
كنت مسافرا ثم عدت

إلى أول السطر
أنصرف أو لاأنصرف
ترمقون بداية حروف
أشباح تسكننا ليس
لها ملامح غير وجوه مفبركة
أتعبها الإنتظار
حيث الظالم يخيم مبكرا
تحت سقف البلادة
وتحت أهات

القمر المعقود كحِجاب منسي.
في السقف.
سقف سماء العروبة
المنسية..?

تحت أكداس الفصول
ينمو الوهم  كفسيلة
ينبعث بين ثغرات

الزحام.
رسولا ينذر الأمة
قدوم العاصفة
تتكرر  الثورات

وأذار ينتظر
وينتظر.
ثورة بلون الورد
وثورة بطعم الليمون
وثورة بلمسات يهودية
وثورة شعية
وثورة سنية
وثورة، وثورة، وثورة
تشابهت الثورات

و شعب يموت
من أجل أن لا يموت

(أتعبنا الإنتظار.)

داخل مربع الفوضى
وتحت سنى، الوميض
الخائف من سجن الكينونة
ومن صور مغروسة

دخل صور
دخل صور

وأقنعة في دوحة
الوهم محدقة في التراب
والليل تساقطت قطعه
كعصف مأكول
بين أحضان التلاشي
وبين الوجود والموجود
وفي سكون الصمت

الأزلي.
سجال دائم بين اللاآت
يقودنا الوهم إلى لا ممكن
جميل أن تكون
في زحم الفوضى كقشة!؟
تراوغون أقدم المتسكعين
تدفعنا مرة إلى الأمام
ومرةْ ..

تدوسنا باﻷقدام
صور الوهم متعددة
الأوجه تتجلى في كينونة
الهشاشة..

لاأحد يعرف النهاية
المشهد واحد الكل يركض
خط الوصول مسدود
كل المعابر تشبه معبر غزة

المسدود.

نذوب  بين حرير
الشمس كمسمة  السراب
نبتعد عن الحقيقة
نتساقط كالفراش في واد كئيب
يمضي الضوء الغريب
بين ضلوع الوحش، القصيدة

ممزقة كأشلائنا  وكتاريخنا
المتعفن
صرختنا منزوية

وأهاتنا تتراكم ككثبان
الليل الحزين
دخل مربع الفوضى
أنسج لهواجسي معطفا
من خيوط الشمع
المقدسة.

أغسل بدموعي بعض السطور
من هذه القصيدة
اكتب بالحبر السري
 خربشات

 يراها من يراها
 ليس هناك
إنسان حر!
الكل مسجون
في زنزانته الإختيارية

ليس هناك إنسان حر!
الكل مسجون في غريزته
وفي أحلامه الطفولية
ليس هناك إنسان حر!
الكل مسجون في فوضى
ذاكرته
صورنا تحمل بصمات الأبيض والأسود
تلفها العتمة 

ليس فيها ألوان
رواسب الذاكرة تحمل الألوان
لكنها غير كافية
لتلوين وجه الإنسانية 

ألف عام من الكبرياء
لكن دخلت القبو
ولم أعرف كيف أخرج
من الشعور بالذنب ،الوحدة

طريق المقهورين
لم يعد الزجاج شفاف
الكل ينظر من خرم الإبرة

يخيم السكون..
تحت الأهداب الذابلة
التراب الميت يصرخ
لا أحد يسمع!
التراب الميت يتكلم، العروبة

لا أحد يسمع !
اللهيب غاضب و سكران
 يترامى كالسكران
 والنشوة
تغرق في قنينة
رخيصة.

لا أحد يسمع!
يومية تتخلى عن تأريخها
وتصفح الفوضى
في مربع  الفوضى
             
    بقلم الشاعر  إدريس الصغير تيسمسيلت الجزائر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

قاتمة /بقلم ربعي عبد الحميد

تبددت امال الفؤاد /بقلم ايمان احمد

اذكريني /بقلم محمود برهم